إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

23 مارس 2016

الفرض العاديّ 2: (دراسة النّصّ)، لوحة: لوحة دي لاكروا، محور: (صورٌ ونصوص)، الإصلاح، 2014-2015



أســــتاذة العربـيّة
الفرض العاديّ 2: دراسة النّصّ
معهد "قرطاج حــنّـبعل"
فوزيّة الشّـــطّي
 3 اقتصاد : 1 
فيفري 2015
التّلميذ (ة): ....................................................

أوجين دي لا كروا:
Eugène Delacroix : وُلد في 26 أفريل 1798 وتُوفّي 13 أوت 1863. يُعتَبَرُ أعظم رسّامِي فرنسا في القرن التّاسع عشر، تزعّمَ المدرسةَ الرّومنسيّة في الفنّ التّشكيليّ. سافر سنةَ 1832 إلى الجزائر والمغرب الأقصى وإسبانيا، ومن هذه البلدان استلهمَ لوحات عدّة.
اللّوحة: "الاِسْتيلاءُ على القُسْطَنطِينيّة" Prise de Constantinople معروضةٌ في متحف "اللّوفر" بباريس، فرنسا.
في 12 أفريل 1204: استولى الصّليبيّون على المدينة اليونانيّة "القُسطنطِينيّة"، عاصمةِ الإمبراطوريّة البيزنطيّة الأرثوذكسيّة، في حملتهم الصّليبيّة الرّابعة [1201-1204] الّتي أعلنها "البابا" طالِبا "استعادةَ الأماكنِ المقدّسة". رسمَ دولاكروا الفظائعَ الّتي ارتكبها الغزاةُ ضدّ مدينة مُستباحَة ذبْحًا ونهبًا وحرْقًا. هيمنَ الموتُ المأساويّ على السّكّان العُزّل أطفالا ونساءً وشيوخا، استعطفُوا بلا جدوى عَدُوّا سفّاحا متوحِّشا، تناثرت أمتعةُ الضّحايا، وتمزّقت ثيابُهم.. أظهرتْ هذه الأحداثُ أنّ الصّليبيّين ليسوا "حُماة الدّين الأتقياء" كما كانوا يدّعونَ. إنّما همْ غُزاةٌ مغامِرون جشِعون. وبعد أن كانت الحملاتُ الصّليبيّة "أمرا إلَـهيّا باسم الكنيسة"، صارتْ بحاجة إلى تبريرات أكثرَ إقناعا.
http://www.aparences.net/wp-content/uploads/delacroix-entree-croises.jpg

أستاذة العربـيّة
الفرض العاديّ 2: دراسة النّصّ
معهد "قرطاج حــنّـبعل"
فوزيّة الشّـــطّي
3 اقتصاد 1
2015.02.19
التّلميذ(ة): .................................... الرّقم: ........ العدد: ..................../20
النّصّ: لوحةُ "الاِسْتيلاءُ على القُسْطنطِينيّة" للرّسّام الفرنسيّ "أوجين دي لاكروا".
1-            حلّلْ مُكوّنات لوحةِ "الاسْتِيلاء على القُسطنطينيّة": (1،5ن)
.............................................................................................................
.............................................................................................................
.............................................................................................................
2-            فِي اللّوحةِ إدانةٌ لهذا الغزوِ الوحْشيّ وتَشْهِيرٌ بالصّليبيّين الـمُنافِقِين. مَا الأدلّةُ الفنّيّةُ على ذلك؟ (2ن)
.............................................................................................................
.............................................................................................................
.............................................................................................................
.............................................................................................................
3-            اللّوحةُ مشهدٌ حربِـيّ عنيفٌ. بيّنْ مَظاهرَ العُنفِ الدّمَويّ الّتي اخْتارَ الرّسّامُ إبْرازَها: (2ن)
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
4-       أيُّهما أصدقُ في نقْلِ الحدثِ السّياسيّ والحربيّ: العمَلُ الفنّـيُّ أم الكتابةُ التّاريخيّة؟ علِّلْ جوابَك: (2,5ن)
.............................................................................................................
.............................................................................................................
.............................................................................................................
.............................................................................................................
5-            أكملِ الجملَ التّاليةَ حسْبَ المطلوبِ مع الشّكل التّامّ: (2ن)
-      هَجَمَ الصّلِيبيُّون علَى الـمَدِينَةِ الـمَنْكُوبَةِ (مفعولٌ مطلق) ................................................
-      قُتِلَ فِي القَسْطَنْطِينيّةِ الآلاَفُ (تـمييزُ الـمُفرد) ...........................................................
-      سَقَطَتِ القُسْطَنْطِينيَّةُ (بدلُ المطابقة) ..................................................................
-       تَوَسَّلَ العَجُوزُ لِلْغُزَاةِ (مفعولٌ لأجله) ..................................................................
6-            حدِّد الوظائفَ النّحويّة لِـما سُطِّر في الجمل التّالية: (2ن)
- يَنْتَمِي الرّسَّامُ الفِرَنْسِيُّ أوجِين دي لاَكروَا إلى الرُّومَنْسيّةِ: ................................................
- نَشَرَ الـمُغَامِرُونَ الـجَشِعُونَ الكَثِيرَ مِنَ الرُّعْبِ والفَوْضَى فِي المدينَةِ: .......................................
- وَقَفَ السُّكَّانُ العُزَّلُ إِزَاءَ الـمَوْتِ وِقْفَةَ العَاجِزِ اليَائِسِ: ..................................................
- مَا أفْظَعَ الصّلِيبِيِّينَ سُيُوفَهُمْ الّتِي تَقْطُرُ دَمًا!..............................................................
7-            فَسِّرْ هذا النّصَّ في فقرةٍ مِن إثنَـيْ عَشَرَ [12] سطرا. (7ن)
«يتعلّقُ الرّسمُ الكاريكاتوريُّ عادةً بموضوع آنِـيّ. لِذَا يَعْمَدُ الرّسّامُ إلى حَثِّ الـمُتلقِّي على اسْتكشافِ الموضُوعِ الـمُسْتهدَفِ عَبْرَ النّصِّ الـمُصاحِبِ (العُنوان، الحوارات، أسْـماء الأعلام، العِبارات الواصِفة...). ويَهْدِفُ هذا الصِّنْفُ مِنَ الرّسُومِ إلى تَرْجَـمَةِ خَبَرٍ مَا أو لفْتَ الانتباهِ إلى ظاهرةٍ معيَّنة أو التّهكُّمَ مِن شخصيّةٍ عامّة...
 ويَظَلُّ التّعْدِيلُ أو التّشْويهُ الشّكْلِيُّ للصُّوَرِ الواقعيّةِ مِن أهمّ مُقَوِّماتِ الرّسْمِ الكَاريكَاتُوريّ. فهذا ما يَـجْعلُ صُوَرَ الوَقائِعِ والشّخْصيّاتِ غريبةً ظرِيفةً تَسْتَثِيرُ الحسَّ النّقْدِيَّ لَدَى الـمُتَلَقِّي وتُسْهِمُ في خَلْقِ حالةٍ مِنَ الشّكِّ عندَه».
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
نقطة [1] على وُضوحِ الخـــطّ ونظافةِ الورقــــة 
عَـــمــلاً مُـوفَّــــــــــــــــقًا 


c الإصْــــــــلاَح d
أستاذة العربـيّة
الفرض العاديّ 2دراسة النّصّ
معهد "قرطاج حــنّـبعل"
فوزيّة الشّـــطّي
3 اقتصاد 1
2015.02.19
النّصّ: لوحةُ "الاِسْتيلاءُ على القُسْطنطِينيّة" للرّسّام الفرنسيّ "أوجين دي لاكروا".
1-    حلّلْ مُكوّناتِ لوحةِ "الاسْتِيلاء على القُسطنْطينيّة": (1،5ن)
تُمثّل اللّوحةُ مشهدا حربيّا عنيفا. إذ توسّطَها جنودٌ ضِخامُ الجثّةِ غِلاظُ المعاملة. هُمْ مدجَّجون بالسّلاح، يركبون الخيولَ الجامحةَ، يرفعون رايات عسكريّة مرفرفة. حولَ الغُزاة يتساقطُ الضّحايا العُزَّلُ من الأطفال والنّساء والرّجال. خلفَ المكوّنات البشريّة نرى مشهدا طبيعيّا غائما قاتما وبقايا مدينة يتصاعدُ منها دخانُ المحرقة ويغمرُها ذُلُّ الهزيمة.
2-     فِي اللّوحةِ إدانةٌ لهذا الغزوِ الوحْشيّ وتَشْهِيرٌ بالصّليبيّين الـمُنافِقِين. مَا الأدلّةُ الفنّيّةُ على ذلك؟ ()
يُدينُ الرّسّامُ هذا الغزوَ الوحشيَّ ويُشهِّر بالصّليبيّين المنافقين. فقد تناثرتْ جثثُ الأهالي نصفَ عارية أو ممزّقةَ الثّياب، وتوسّلَ بعضُ الشّيوخِ بلا جدوَى عدُوّا ميِّتَ القلبِ، وحصدت السّيوفُ رقابَ العُزَّل المستسلمين أطفالا ونساء ورجالا دون تمييز. ثمّ إنّ تَصاعُدَ الدّخان وانتشارُ الأمتعة يدلاّن على أنّ عمليّات حرقٍ ونهبٍ وتدميرٍ قد شنّها الغُزاةُ الجشِعُون تحت قناع "نشر المسيحيّة ومحاربة الكفّار"، والحالُ أنّ المدينةَ الضّحيّةَ مسيحيّةٌ منذ زمن.  
3-    اللّوحةُ مشهدٌ حربِـيّ عنيفٌ. بيّنْ مَظاهرَ العُنفِ الدّمَويّ الّتي اخْتارَ الرّسّامُ إبْرازَها: ()
هناك مفارقةٌ بين جمعٍ غفير من الجنود الغُزاة الرّاكبين المسلّحين وبين الضّحايا المترجّلين العُزّل المحاصَرين الّذين تَهافتُوا أرضا قتلى أو جرحى أو متوسّلين أو منتظرين الضّربةَ القاضيةَ. صوّر الرّسّامُ الموتَ الدّاميَ يجتاحُ المدينةَ المنكوبة. فالسّيوفُ والرّماحُ والخناجرُ كانتْ تقطِّعُ الأجسادَ البريئةَ، وما كان الصّليبيّون القَتَلةُ يأبهونَ باسترحام الأهالي المهزومين المصدومين العاجزين عن ردِّ العدوان.    
4-  أيُّهما أصْدقُ في نقْلِ الحدثِ السّياسيّ والحربيّ: العمَلُ الفنّـيُّ أم الكتابةُ التّاريخيّة؟ علِّلْ جوابَك: (2,5ن)
أ- أَعتبرُ العملَ الفنّيّ أصدقَ من الكتابةِ التّاريخيّة في نقل الأحداثِ السّياسيّة والحربيّة. هذا لأنّ الفنّانَ أكثرُ حرّيّةً واستقلاليّة وثوريّةً من المؤرّخ. والمعلومُ أنّ التّاريخَ يكتبُه الـمُنتصِرون، لذا يُدوّنونَ ما يخدمُ مصالحَهم ويُحسّنُ صورتَهم. وكثيرا ما يَعمدُون إلى التّزويرِ بالحذْفِ أو الإضافةِ أو التّعديل كلّما كانتِ الأحداث في غير صالحهم.
ب- أرَجّحُ أنّ الكتابةَ التّاريخيّة أصدقُ من العملِ الفنّيّ في نقلِ الحدثِ السّياسيّ والحربيّ. فتدوينُ التّاريخ يمارسُه المختصُّون الحريصُون على دقّةِ المعلومات وتَناسُقِ الأفكار. أمّا الفنّانُ فلا يخضعُ لقانونٍ مَا. إنّما ينتقي مِن الوقائعِ ما يُدغْدِغُ نفسَه الـمُرهَفةَ، ثمّ يصوّرُها بخيالِه السّابحِ الـمُنْفلِتِ. هو لا ينقلُ الحقيقةَ، إنّما يصوّرُ "حقيقتَه الفنّيّةَ".
[ملاحظة: يحقّ للتّلميذ أن يختارَ أيَّ موقف يشاءُ شرطَ أنْ يُحسنَ التّعليلَ].
5-    أكملِ الجملَ التّاليةَ حسْبَ المطلوبِ مع الشّكل التّامّ: ()
-      هَجَمَ الصّلِيبيُّون علَى الـمَدِينَةِ الـمَنْكُوبَةِ (مفعولٌ مطلق): هُـجُومًا وَحْشِيًّا.
-      قُتِلَ فِي القَسْطَنْطِينيّةِ الآلاَفُ (تـمييزُ الـمُفرد): مِنَ السُّكَّانِ الأَبْرِيَاءِ.
-      سَقَطَتِ القُسْطَنْطِينيَّةُ (بدلُ المطابقة): عَاصِمَةُ الإمْبرَاطُوريّةِ البِيزنْطيّةِ الأرثُوذكسِيّةِ.
-      تَوَسَّلَ العَجُوزُ لِلْغُزَاةِ (مفعولٌ لأجله): كَيْ يَرْحَـمُوهُ مِنْ حَدِّ السّيْفِ.
6-    حدِّد الوظائفَ النّحويّة لِـما سُطِّر في الجمل التّالية: ()
- يَنْتَمِي الرّسَّامُ الفِرَنْسِيُّ أوجِين دي لاَكروَا إلى الرُّومَنْسيّةِ: ! بدلُ الـمطابقةِ.
- نَشَرَ الـمُغَامِرُونَ الـجَشِعُونَ الكَثِيرَ مِنَ الرُّعْبِ والفَوْضَى فِي المدينَةِ: ! تَـميِيزُ الـمفرَدِ.
- وَقَفَ السُّكَّانُ العُزَّلُ إِزَاءَ الـمَوْتِ وِقْفَةَ العَاجِزِ اليَائِسِ: ! حالٌ.
- مَا أفْظَعَ الصّلِيبِيِّينَ سُيُوفَهُمْ الّتِي تَقْطُرُ دَمًا!: ! بدلُ الجزءِ منَ الكُلّ.
 7-   فَسِّرْ هذا النّصَّ في فقرةٍ مِن إثنَـيْ عَشَرَ [12] سطرا. ()
«يتعلّقُ الرّسمُ الكاريكاتوريُّ عادةً بموضوع آنِـيّ. لِذَا يَعْمَدُ الرّسّامُ إلى حَثِّ الـمُتلقِّي على اسْتكشافِ الموضُوعِ الـمُسْتهدَفِ عَبْرَ النّصِّ الـمُصاحِبِ (العُنوان، الحوارات، أسْـماء الأعلام، العِبارات الواصِفة...). ويَهْدِفُ هذا الصِّنْفُ مِنَ الرّسُومِ إلى تَرْجَـمَةِ خَبَرٍ مَا أو لفْتَ الانتباهِ إلى ظاهرةٍ معيَّنة أو التّهكُّمَ مِن شخصيّةٍ عامّة...
 ويَظَلُّ التّعْدِيلُ أو التّشْويهُ الشّكْلِيُّ للصُّوَرِ الواقعيّةِ مِن أهمّ مُقَوِّماتِ الرّسْمِ الكَاريكَاتُوريّ. فهذا ما يَـجْعلُ صُوَرَ الوَقائِعِ والشّخْصيّاتِ غريبةً ظرِيفةً تَسْتَثِيرُ الحسَّ النّقْدِيَّ لَدَى الـمُتَلَقِّي وتُسْهِمُ في خَلْقِ حالةٍ مِنَ الشّكِّ عندَه».
³ تتعلّقُ الرّسومُ الكاريكاتوريّة عادةً بموضوعٍ آنيّ يتّصل بوضْعٍ معيَّن في بيئة محدَّدة. فهي تَلتقط اللّحظةَ الرّاهنةَ. لذا يسعَى الرّسّامُ إلى حَثِّ متلقِّي عمله الفنّيّ على استكشاف الموضوعِ المقصودِ تصويرُه أو نقدُه أو لفتُ الانتباه إليه أو إدانةُ فاعله... عبْرَ النّصِّ اللّغويّ المصاحِب. فيضمِّنُ رسمَه عنوانا تفسيريّا أو حوارات مباشرة أو تخمينات باطنيّة أو أسماءَ أعلام أو عبارات واصفة أو علامات تعجّب واستفهام أو غير ذلك. وتَهدفُ هذه الرّسومُ إمّا إلى ترجمةِ خبرٍ مَا ترجمةً ساخرة فاضحة وإمّا إلى التّنبيهِ لظاهرة سلبيّة معيّنة وإمّا إلى التّهكّمِ من شخصيّة عامّة لا يرضَى الرّسّامُ عن أقوالها وأفعالها. إنّ النّصَّ المصاحبَ يقرّبُ المعنَى ويسهِّل تفكيكَ الرّموز ويُرشِدُ إلى التّأويل الأنسب.
ويظلُّ التّعديلُ أو التّشويهُ الشّكليّ للصُّور الواقعيّة مِن أهمّ مقوّمات الرّسم الكاريكاتوريّ، بل هي ميزتُه الرّئيسةُ. وإلاّ صار الكاريكاتور أقربَ ما يكون إلى البورتريه أو الصّورة الفوتوغرافيّة أو اللّوحة الزّيتيّة. فالتّعديلُ النّسبيّ أو التّشويهُ المبالَغ فيه يجعلان صورَ الوقائع والشّخصيّات والظّواهر غريبةَ المنظر ظريفةَ الإيحاء تستثيرُ الحسَّ النّقديّ لدى المستهلكِ وتُنبّهه إلى ما قدْ تُخفيه الصّورُ الواقعيّةُ "الجميلة" مِن حقائق قبيحة مُستتِرة. إنّ الكاريكاتور يُنمّي حالةَ الشّكّ عند المتقبّل. والشّكُّ طريقُ اليقين في الفكرِ والعلمِ كما في الفنّ.  
 نقطة [1] على وُضوحِ الخـــطّ ونظافةِ الورقــــة
عَـــمــلاً مُـوفَّــــــــــــــــقًا

25 ديسمبر 2015

الفرض التّأليفيّ 2: (دراسة النّصّ)، محور: (مشاغل المرأة)، نصّ: (غادة السّمّان)، الإصلاح، 2014-2015







 أســــتاذة العربـيّة  فوزيّة الشّـــطّي   الفرض التّأليفيّ 2  دراسة النّصّ 

 3 اقتصاد 1  معهد قرطاج حنّبعل   2015.5.25 

إِنَّهُ رَمَضَانُ، وَأَنَا أَتَسَكَّعُ فِي شَوَارِعِ نيُويُورك* اللاَّمُبَالِيَةِ... تَطْلَعُ دِمَشْقُ زَمَنِ الطُّفُولَةِ مِنْ مُـحِيطَاتِ القَلْبِ مِثْلَ غَوَّاصَةٍ طَفَتْ فَـجْأةً، شَاسِعَةً كَقَارَّةٍ.

أَرَاهَا بِوُضُوحٍ تِلْكَ الطِّفْلَةَ. كَمْ هِيَ نَـحِيلَةٌ وَهَشَّةٌ كَعُودِ الثِّقَابِ. (1) لَكِنَّـــهَا تَسَتَيْقِظُ عَلَى صَوْتِ طَبْلَةِ الـمُسَحِّرِ* يُرَدِّدُ: «يَا نَايمْ وَحِّدِ الله.. يا نَايمْ اُذْكُر الله.. قُومُوا عَلَى سُحُوركُمْ.. جَاءَ النَّبِـيّ يَزُوركُمْ..».

أَسْـمَعُ ذَلِكَ الصَّوْتَ العَتِيقَ الآنَ وَهْوَ يَثْقُبُ قَلْبِـي بِطَعْمِ الـحَنِينِ. (2) ثُـمَّ أَرَى تِلْكَ الطِّفْلَةَ رَاكِضَةً كَالعِفْرِيتَةِ لِتَلْحَقَ بِالـمُسَحِّرِ إِلَى الشَّارِعِ كَبَقِيَّةِ الأَوْلاَدِ. بَيْدَ أَنَّـهَا تَتَلَقَّى ضَرْبَةً مِنْ خَيْزُرَانَةِ الجَارِ الّذِي ادَّعَى أنَّهُ ظَنَّهَا تَـمْشِي فِي نَوْمِهَا (البَنَاتُ لاَ يَرْكُضْنَ فِي اللَّيْلِ خَلْفَ الـمُسَحِّرِ. لِلصِّبْيَانِ وَحْدَهُمْ هَذَا الـحَقُّ. وَهْيَ لاَ تَفْهَمُ لِـمَاذَا تَدُورُ الأَشْيَاءُ عَلَى هَذَا النَّحْوِ).

أَرَاهَا وَقَدْ تَصَادَفَ سُقُوطُ سِنِّهَا اللَّبَنِيَّةِ الأُولَى فِي شَهْرِ رَمَضَانَ. وَصَارَتْ تَبْكِي لِأَنَّـهَا «أَفْطَرَتْ». دَفَنَتِ السِّنَّ فِي التُّرَابِ قُرْبَ اليَاسَـمِينَةِ وَهْيَ تُرَدِّدُ كَمَا تَقْضِي التَّقَالِيدُ: «خُذُوا سِنَّ الحِمَارِ، وَأَعْطُونِـي سِنَّ الغَزَالِ». وَلَكِنَّ الزَّمَنَ أَعْطَاهَا نَابًا سَتَكُونُ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ إِلَيْهِ حِينَ تَتَشَرَّدُ فِي العَالَـمِ الوَاسِعِ ذَاتَ رَمَضَانَ.

مَا زِلْتُ أَتَسَكَّعُ فِي الشَّوَارِعِ النُّيُويُوركِيَّةِ الـمُتَوَحِّشَةِ الزُّحَامِ. وَأَرَاهَا، تِلْكَ الطِّفْلَةَ، تَتَسَلَّلُ بَعْدَ الإِفْطَارِ هَارِبَةً مِنَ البَيْتِ لِتَرْكُضَ خَلْفَ «أَبُو طَبْلَة»، وَتُغَنِّـي مَعَ الصِّبْيَانِ، وَتَضْحَكُ مَعَ بَقِيَّةِ «أَوْبَاشِ» الـحَيِّ حَتَّى تَـجُرَّهَا الجَارَةُ لِتُعِيدَهَا إِلَى البَيْتِ وَتُفْهِمَهَا أَنَّهُ «عَيْبٌ» عَلَى البِنْتِ أَنْ تَقْتَرِفَ طُقُوسَ رَمَضَانَ الـخَاصَّةَ بِالصِّبْيَانِ. وَهْيَ لاَ تَفْهَمُ. وَ(3) إِذَنْ تُرِيدُ حَقَّهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.

[هَلْ هَذِهِ الطِّفْلَةُ هِيَ حَقًّا الـمَرْأَةُ الَّتِي نَـخَرَ صَدْرَهَا الـحُزْنُ وَالدُّخَانُ وَصَدَأُ الـمَوَانِئِ وَعَفَنُ مُدِنٍ بِلاَ شَـمْسٍ؟!].

 غادة السّمّان، القلبُ نورسٌ وحيدٌ، ط1، منشورات غادة السّمّان، 1998 

 صص: 145-147، بتصرّف 

- نيويورك: مدينةٌ أمريكيّة ضخمةُ المساحةِ عاليةُ الكثافةِ السّكّانيّة. وهي مِن أهمِّ مراكز التّجارة والمال في العالم.

- الـمُسَحِّرُالشّخصُ الّذي يُوقظ النّائمينَ في ليالِي رمضانَ لتناولِ وجبة السَّحُور في الدُّولِ العربيّة الإسلاميّة. وعادةً ما كان يَضْرِبُ الطّبلَ وهو يُنادِي النّائِمين. وغالبًا ما يَكون النِّداءُ مَصْحوبًا ببعْضِ التَّهْلِيلاتِ والأذْكارِ والأناشيدِ الدّينيّة.

- غادة أحمد السّمّان: أديبةٌ سوريّة، وُلدتْ في دمشقَ سنةَ 1942. تنتمي إلى أسرةٍ شاميّة بورجوازيّة محافظة. كتبتِ الشّعرَ والقصّةَ والرّوايةَ والمقالَ الصّحفيّ وأدبَ الرّحلة. فقدتْ والدتَها وهي طفلةٌ. فتعلّقتْ كثيرا بوالدِها الّذي كان مُحبّا للعلمِ والأدب. اُعتُبِرتْ "كاتبةً نِسْويّة". لكنّها لم تَسجنْ قَلمَها في هذا الـمجال الضّيّقِ. إنّما التزمتْ بالأبعادِ الإنسانيّة الرّحبة.

 أســــتاذة العربـيّة  فوزيّة الشّـــطّي   الفرض التّأليفيّ 2  دراسة النّصّ 

 3 اقتصاد 1  معهد قرطاج حنّبعل   2015.5.25 

1-   النّصُّ استرجاعٌ حزينٌ لطفولةِ الكاتبة الّتي قَضّتْها في زمانٍ ومكانٍ آخريْن. بَيِّنْ ذلك: (1،5ن)

....................................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

2-   حدّدْ طرائقَ الرّبطِ في العناصرِ الـمُسطَّرة منَ النّصّ: (1،5ن)

(1) لَكِنَّ...............................  

(2) ثُـمَّ................................

(3) إذَنْ...............................

3-   حَلِّلْ الإحالةَ اللّغويّةَ في الأمثلةِ التّالية: (3،5ن)

-       كَمْ هِيَ نَـحِيلَةٌ وَهَشَّةٌ كَعُودِ الثِّقَابِ:

 ............................................................................................

....................................................................................................

-       أَسْـمَعُ ذَلِكَ الصَّوْتَ العَتِيقَ الآنَ وَهْوَ يَثْقبُ قَلْبِـي بِطَعْمِ الحَنِينِ:

 ............................................................................................

....................................................................................................

-       تَلَقَّتْ الطِّفْلَةُ ضَرْبَةً مِنْ خَيْزُرَانَةِ الجَارِ الَّذِي ادَّعَى ظَنًّا كَاذِبًا:

 ............................................................................................

....................................................................................................

4-   مَا مظاهرُ احْتِجاجِ الكاتِبةِ، طِفْلةً وكهْلَةً، على التّمييزِ الاجتماعيِّ بينَ البناتِ والأوْلادِ؟ (2ن)

....................................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

5-   تَفْضيلُ الذّكورِ على الإنَاثِ داخِلَ الأسرةِ يُسبِّبُ آثارا نَفْسيّةً لا تُـمْحَى. ما رأيُك؟ (2ن)

....................................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

6-   اِشْرحِ الجملةَ الأخيرةَ الموضوعةَ بين مُعقّفيْن مِنَ النّصّ شرحا لغويّا وأدبيّا:  (1،5ن)

....................................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

7-  اِخْترْ أحدَ هذيْن الموضوعيْن لإنتاجِ فقرةٍ مِن خمسةَ عشرَ [15] سطرا تُعبّر فيهَا عنْ موقفِك الخاصِّ مُعلِّلا إيّاهُ بحُججٍ متماسِكة: (7ن)

 «يَعتَقِدُ البَعْضُ أنَّهُ يَـجِبُ أنْ نُـحَقِّقَ العَدْلَ بَيْنَ الدُّوَلِ الغَنِيَّةِ الـمُهَيْمِنَةِ والدُّوَلِ الفَقِيرَةِ الـمُضْطَهَدَةِ قَبْلَ أَنْ نَسْتَطِيعَ تَـحْقِيقَ العَدْلِ دَاخِلَ الـمُجْتَمَعِ الوَاحِدِ. مَا رَأْيُكَ؟».

 «يَعتَقِدُ البَعْضُ أَنَّ الـمَرْأَةَ أَعْلَمُ بِـمَشَاغِلِ بَنَاتِ جِنْسِهَا وَبِقَضَايَاهُنَّ وَبِالعَوَائِقِ الَّتِي تَعْتَرِضُهُنَّ مِنْ جَـمِيعِ الرِّجَالِ الـمُتَضَامِنِينَ مَعَ النِّسَاءِ. مَا رَأْيُكَ؟».

....................................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

....................................................................................................

 نقطةٌ [1] على وُضوحِ الخـــطّ ونظافةِ الورقــــةِ    عَـــمــلاً مُـوفّــــــقًا 

  الإصْـــــــــــــــــــــــلاح  

1-   النّصُّ استرجاعٌ حزينٌ لطفولةِ الكاتبة الّتي قَضّتْها في زمانٍ ومكانٍ آخريْن. بَيِّنْ ذلك: (1،5ن)

تسترجعُ الكاتبةُ طفولتَها الّتي قضّتْها في دمشق منذُ سنواتٍ عدّة. لقدْ ذكّرَها رمضانُ "النّيويوركيّ" الباردُ الصّامتُ بأجواءِ رمضان الدّمشقيّ الحافلةِ. وبدَا استحضارُ مدينةِ الطّفولة البعيدة فِعلا دِفاعيّا تحاول به الرّاويةُ أنْ تملأَ الفراغَ النّفسيَّ وتسُدَّ به العزلةَ الاجتماعيّةَ. ولأنَّ طفولتَها الدّمشقيّةُ أحلى مِن كُهولتِها النّيويوركيّة، فقدْ كان الاسترجاعُ حزينا طغَى عليه الحنينُ اليائسُ.

2-   حدّدْ طرائقَ الرّبطِ في العناصرِ الـمُسطَّرة منَ النّصّ: (1،5ن)

(1) لَكِنَّربطُ الاستدراكِ.  (2) ثُـمَّربطُ التّرتيبِ.  (3) إِذَنْربطُ الاستنتاجِ.

3-   حَلِّلْ الإحالةَ اللّغويّةَ في الأمثلةِ التّالية: (3،5ن)

-      كَمْ هِيَ نَـحِيلَةٌ وَهَشَّةٌ كَعُودِ الثِّقَابِ:

← أحالَ ضميرُ الغيْبة (هِيَ) على عنصرِ المفعولِ به (تِلْكَ الطِّفْلَةَ) مِن الجملة السّابقة.

-      أسْـمَعُ ذَلِكَ الصَّوْتَ العَتِيقَ الآنَ وَهْوَ يَثْقبُ قَلْبِـي بِطَعْمِ الـحَنِينِ:

← أحالَ اسمُ الإشارة (ذَلِكَ) على عنصرِ المجرورِ (صَوْتِ طَبْلَةِ الـمُسَحِّرِ) من الجملة السّابقة + أحالَ ضميرُ الغيْبةِ (هُوَ) على عنصرِ المفعول به (ذَلِكَ الصَّوْتَ العَتِيقَ) مِن الجملة نفسِها.

-      تَلَقَّتْ الطِّفْلَةُ ضَرْبَةً مِنْ خَيْزُرَانَةِ الجَارِ الَّذِي ادَّعَى ظَنًّا كَاذِبًا:

← أحالَ الاسمُ الموصولُ (الَّذِي) على عنصرِ المضافِ إليه (الـجَارِ) مِن الجملةِ نفسِها.

4-   مَا مظاهرُ احْتِجاجِ الكاتِبةِ، طِفْلةً وكهْلَةً، على التّمييزِ الاجتماعيِّ بينَ البناتِ والأوْلادِ؟ (2ن)

لـمّا كانت الكاتبةُ طفلةً احتجّتْ على التّمييزِ بين البنات والأولاد بأنْ لعبتْ مع الأطفالِ الذّكورِ تَـحدِّيا لـمُجتمعها. وتحمّلتِ العقوبات النّفسيّةَ واللّفظيّة والبدنيّةَ دونَ أن تخافَ أو ترتدَّ. أمّا وهي كهلةٌ فقدْ كَتبتْ تُديِنُ ذلك الاعتداءَ على نفسيّةِ الأطفال وعلى حقّهم في اللّعبِ وفي العيشِ المشترك. لقدْ تـمرّدتْ "غادة السّمّان" على التّمييزِ الاجتماعيّ غيرِ الإنسانيّ عمليّا ثمّ إبداعيّا. 

5-   تَفْضيلُ الذّكورِ على الإنَاثِ داخِلَ الأسرةِ يُسبِّبُ آثارا نَفْسيّةً لا تُـمْحَى. ما رأيُك؟ (2ن)

[ملاحظة: يَـحقّ للتّلميذِ الرّفضُ شرطَ أن يُحسنَ التّعليلَ].

إنّ تفضيلَ الذّكورِ على الإناث داخل الأسرة يُسبّبُ آثارا نفسيّة لا تُمحَى. فالأنثى الّتي يُفضَّل عليها الأخُ الذّكرُ، لمجرّد جنسِه، ستستبْطنَ حقدا عليه أو إحساسا بالضّيمِ أو شعُورا قاسيا بالنّقصِ الذّاتيّ. أمّا الذّكرُ المفضَّل على الأنثى دون وجهِ حقٍّ فسينشأُ متعالِيا متسلِّطا مُتواكِلا. وكلاهُما سيُعاني مِن آثار هذا التّمييز الظّالمِ في علاقتهما بالجنسِ الآخر صديقا أو قرينا أو زميلا. ثمّ إنّ هذا التّفضيلَ يُضعِفُ الإيمانَ بالكفاءة والاجتهاد لِكونِه يُحاسبُ الإنسانَ منذ طفولتِه على أساسِ الانتماءِ الجنسيّ الّذي لا مسؤوليّةَ له عليه.

6-   اِشْرحِ الجملةَ الأخيرةَ الموضوعةَ بين مُعقّفيْن منَ النّصّ شرحا لغويّا وأدبيّا: (1،5ن)

عبّرتْ هذه الجملةُ الاستفهاميّة عن إنكارِ الكاتبة للتّحوّلات الّتي طرأتْ عليها مِن الطّفولة إلى الكهولة. إنّها تستغربُ تأثيرَ السّنّ فيها. فهي لا تكادُ تعرفُ نفسَها مِن قسوةِ الانكسار العاطفيّ والوهنِ البدنيّ الّذي صارتْ تعانيه زمنَ الكتابة. لم تَعُدْ، كما كانتْ، مقبلةً على الحياة عظيمةَ النّشاطِ مسكونةً بالأملِ والتّحدّي.

7-   اِخْترْ أحدَ هذيْن الموضوعيْن لإنتاجِ فقرةٍ من خمسةَ عشرَ [15] سطرا تُعبّر فيهَا عنْ موقفِك الخاصِّ مُعلِّلا إيّاهُ بحُججٍ متماسِكة: (7ن)

 «يَعتَقِدُ البَعْضُ أنَّهُ يَـجِبُ أنْ نُـحَقِّقَ العَدْلَ بَيْنَ الدُّوَلِ الغَنِيَّةِ الـمُهَيْمِنَةِ والدُّوَلِ الفَقِيرَةِ الـمُضْطَهَدَةِ قَبْلَ أَنْ نَسْتَطِيعَ تَـحْقِيقَ العَدْلِ دَاخِلَ الـمُجْتَمَعِ الوَاحِدِ. مَا رَأْيُكَ؟». أو:  «يَعتَقِدُ البَعْضُ أنَّ الـمَرْأَةَ أَعْلَمُ بِـمَشَاغِلِ بَنَاتِ جِنْسِهَا وَبِقَضَايَاهُنَّ وَبِالعَوَائِقِ الَّتِي تَعْتَرِضُهُنَّ مِنْ جَـمِيعِ الرِّجَالِ الـمُتَضَامِنِينَ مَعَ النِّسَاءِ. مَا رَأْيُكَ؟».

 أرى أنّ العدلَ يجب أنْ يبدأ أوّلا داخلَ المجتمعِ الواحدِ بل داخل الأسرة الواحدة. فلِتحقيق الإصلاحِ الأكبر علينَا الشّروعُ في الإصلاحِ الأصغر. لذا أجزِمُ أنّ الدّولَ الفقيرةَ المضطهَدة لنْ تستطيعَ أَخْذَ حقِّها مِن البلدانِ الغنيّة المهيمِنة إذا لم تكنْ قد رسّختْ على أرضِها مجتمعا متماسِكا يسوسُه القانونُ الصّارمُ لكن العادلُ. إذْ كيفَ تشرعُ في مصارعة طُغاةِ الاستعمار والهيمنة وهي تعاني التّفكُّكَ والـخَورَ الدّاخليّيْن؟! إنّ العدلَ بين المواطنين يظلُّ أساسَ العمران لأنّه يَهَبُ النّاسَ إحساسا بالأمانِ والثّقةِ. فيعملون بجدٍّ مِن أجلِ الصّالح العامّ، وتَقْوَى عندهم رُوحُ المواطَنةِ والنّزعةُ الوطنيّةُ. هكذا يمكنُ أن يُؤلِّفُوا قوّةً صلبةً ضدّ الهيمنةِ الخارجيّة الّتي تلتهمُ الأخضرَ واليابسَ. أمّا انتظارُ تحقُّقِ العدل الخارجيّ دونَ تصحيحِ الجبهة الدّاخليّة، فهو مضيعةٌ للوقتِ وإهدارٌ للطّاقة.    

 يصعبُ الجزمُ بأنّ المرأةَ هي الأعلمُ بمشاغل بنات جنسها وبقضاياهنّ وبالعوائق الّتي تعترضهنّ من جميع الرّجال المتضامنين مع النّساء. لكنّ المؤكَّدَ أن المرأةَ النِّسويّةَ (المناضلة من أجل حقوق النّساء) تكون عادةً قريبة من النّساء، لا تفصلها عنهنّ الحواجزُ النّفسيّة أو الاجتماعيّة. وهي مثلهنّ تكابدُ نفسَ التّمييز وتكبِّلُها العوائقُ نفسُها. على هذا الأساس نجد المرأةَ أعمقَ معرفةً بالجوانب الخفيّة لمعاناة بنات جنسها وأصدقَ معايشةً لكفاحهنّ اليوميّ مِن الرّجالِ المتضامنين تضامنا مبدئيّا صادِقا مع النّساء. لكنْ ما يميّز هؤلاء الرّجالَ أنّهم ينظرونَ إلى المسألةِ النّسويّة مِن زوايا أخرى قد لا تنتبه إليها المرأةُ أو لا تُعطيها حقَّ قدرها. فيكون اهتمامُ الرّجال بمشاغل النّساء إغناءً متميِّزا لهنّ في صراعهنّ مِن أجلِ العدل والمساواة والمواطَنة الكاملة. وغالبا ما يُدرِجُ الرّجالُ قضايا النّساء ضمنَ قضيّةٍ أكبرَ، هي قضيّةُ الحقوق الإنسانيّة الشّاملة الّتي لا تُصنِّفُ البشرَ حسَبَ الدّينِ أو اللّغة أو العِرق أو الجنس. فإذا اعتبرْنا المناضلةَ النّسويّةَ أعلمَ بمشاغلِ النّساءِ، جازَ لنا أن نعتبرَ الرّجلَ المتضامنَ حليفًا لا يُستغنَى عنه يُؤنسِنُ الصّراعَ الحقوقيّ ويُثبتُ أنّ الأنوثةَ أو الذّكورةَ ليستا مقياسًا لإنسانيّةِ الفردِ.                       

 عَـــمــلاً مُـوفّـــــــــقًا