إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

02 مايو 2015

الفرض التّأليفيّ 2: (دراسة النّصّ)، محور: (صورٌ ونصوص)، رسوم: (ناجي العليّ)، الإصلاح، 2014-2015


أســــتاذة العربـيّة
الفرض التّأليفيّ 2 : دراسة النّصّ
معهد "قرطاج حــنّـبعل"
فوزيّة الشّـــطّي
۞  3 اقتصاد : 1 ۞
مارس 2015
التّلميذ (ة): ....................................................
نَاجِي العَلِيّ: رسّام كاريكاتوريّ فلسطينيّ: وُلد 1937 في الجليل. أثناء نكبة 1948 نَزَحَ مع أُسرتِه إلى مخيَّمِ "عَيْن الـحُلْوة" للاّجِئين الفلسْطينيّين بجنوبِ لُبنان. في 5 جوان 1967 ابتدعَ الرّسّامُ شخصيّةَ "حَنْظَلة" الّتي تُـمثّلُ طِفْلاً في العاشرةِ مِن عُمْره يُدِيرُ ظهرَه للنّاسِ ويَعْقِدُ يَديْه خَلْفَه ويَرفضُ أنْ يَكْبُرَ... جَعَلَهُ تَوقِيعًا على جميعِ رُسُوماتِه. حَظِيَ "حنظلةُ" بتأويلاتٍ عِدّة: هو رَمْزُ الإنسانِ الفلسطينيِّ الـمُعذَّبِ لكنْ القويِّ الصَّبورِ، أو هو شاهدُ صِدْقٍ على عصرِه، أو هو ضَميرُ القضيّةِ الفلسْطينيّةِ الّذِي لا يَنامُ ولا يُساوِمُ ولا يَـخُونُ، أو هو الرّسّامُ نفسُه الثّائرُ ضدّ التّهْجِيرِ القَسْرِيِّ [الإجْبارِيّ] الـمُتمسِّكُ بحقِّه في العودةِ إلى أرضه الّتي رُحِّلَ منها طِفلاً في العاشرةِ من العُمْرِ.
عندما اعْتقلَه الاحْتِلالُ الإسرائيليُّ ثمّ الجيشُ اللّبنانيّ مَلأَ جُدرانَ السّجنِ بالرّسُوم. رَسمَ على جدرانِ المخيَّم إلى أنْ تَـمكّنَ من نَشْرِ رسوماتِه للمرّة الأُولَى في 25 سبتمبر 1961. رَسَم ساخرا سُخريةً جريئةً لاذعةً من الجميعِ رغمَ إدراكِه خطورةَ ذلك: سَخِرَ من القادةِ الفلسْطينيّين، مِن الأنظمةِ العربيّةِ، مِن العدوِّ الصّهيونيِّ، من القُوَى الاستعماريّةِ، مِن السّاسةِ الانتِهازيّين والفاشِلين، مِن الأحداثِ السّياسيّة الّتي عمّقتْ مأساةَ شعبِه... اقتصرتْ ألوانُه غالِبا على الأسْودِ والأبيضِ. فهُما، إذَا تَـجاوَرَا، يُوحِيَانِ بالقَسْوة ويُضْفيانِ مِسْحَةً دراميّةً عنيفةً كانت تَعكسُ تداعياتِ الفَواجعِ الـمُتتاليةِ على العرب عُمومًا وعلى الفلسطينيّين خُصوصا.
يومَ 22 جويلة 1987 أَطْلق عليه "مَـجْهولٌ" الرّصاصَ من مُسدّسٍ كاتمٍ للصّوتِ في أحدِ شوارع لندن. بعد غيبوبةٍ طويلة تُوفّـيَ في 29 أوت 1987. ودُفِنَ هناكَ خلافا لِرغْبتِه بالدّفْنِ في مخيّمِ "عَيْن الحُلْوة" حيثُ قبرُ والدِه.
               
1-  "أنا أفكّرُ إذنْ أنا موجُودٌ": مقولةُ الفيلسوفِ العقلانيّ "رينيه ديكارت".
2-  "كلُّ فلسطينيٍّ مُتَّهَمٌ حتّى تَثبُتَ إدانتُه" : هذا تحويرٌ للقاعدةِ القضائيّة: "كلُّ متَّهَمٍ بَريءٌ حتّى تَثبُتَ إدَانتُه".
3-  "الدّيمقراطيّةُ": نظامٌ سياسيٌّ يَعتمدُ الانتِخابَ طريقةً للوُصولِ إلى الحُكْم ويَحرصُ على تَوزيعِ السُّلطاتِ تجنُّبا للاستِبْداد.

أستاذة العربـيّة
الفرض التّأليفيّ 2 : دراسة النّصّ
 معهد "قرطاج حــنّـبعل"
فوزيّة الشّـــطّي
۞ 3 اقتصاد 1 ۞
مارس 2015
التّلميذ(ة): ................................. الرّقم: ........ العدد: ...................../20
1-            حَلّلْ مكوّناتِ الرّسوم الكاريكاتوريّة الثّلاثة حسْبَ التّرتيب: (2ن)
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
2-            اُغتِيل ناجي العليّ بسببِ رُسومِه الكاريكاتوريّةِ النّقديّةِ. كيف تقرأُ هذه الجريمةَ؟ (2ن)
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
3-            ما الوظَائِفُ الّتي أدّاهَا التّعليقُ اللّغويُّ في الرّسومِ الكاريكاتوريّة الثّلاثةِ؟ (2ن)
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
4-            قال نَاجِي العلِيّ مُتحدِّثا عن توقيعِه: «حَنْظَلَةُ سَيَسْتَمِرُّ بَعْدِي». ما رأيُك فِي قولِه؟ (2ن)
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
5-            أكْملِ الجملَ التّاليةَ حسْبَ المطلوبِ مع الشّكلِ التّامِّ: (2ن)
-       (تَـمييزُ النّسبةِ): اِمْتَلَأَتْ قُلُوبُ اللاَّجِئِينَ ........................................
-       (بَدلُ الاشْتِمَالِ): أَدْهَشَنِـي الفَنَّانُ ..............................................
-       (مفعولٌ لأجلِه): أنَا أُفَكِّرُ ......................................................
-       (بَدلُ المطابقةِ) أقَامَ الرّسَّامُ فِي الـمُخَيَّمِ اللُّبْنَانِـيِّ ..................................
6-            حدِّد الوظائفَ النّحويّةَ لِـما سُطِّر في الجملِ التّالية: (2ن)
-       حَنْظَلةُ طِفْلٌ رَمْزِيٌّ فِـي العَاشِرَةِ مِنْ عُمْرِهِ: ................................................
-       رَسَمَ نَاجِي العَلِيّ سَاخِرًا مِنَ الـجَمِيعِ: ....................................................
-       يُدِيرُ حَنْظَلةُ ظَهْرَهُ لِلنَّاسِ غَضَبًا وَحُزْنًا: ...................................................
-       جَلَبَ نابُوليُون بُونَابَارت مَعَهُ عَدِيدَ الرّسّامِينَ: ............................................
7-            فَسِّرْ هذا النّصَّ في فقرةٍ مِن إثنَـيْ عَشَرَ [12] سطرا: (7ن)
«كانَ الرّسْمُ مِنَ الأدَوَاتِ الفَعَّالَةِ الّتي سَاهَمَتْ في دِراسَةِ الشُّعُوبِ الـمُحْتَلَّةِ لِتَطْويرِ الـمَناهِجِ الاسْتِعْمَاريَّةِ الكَفِيلَةِ بِضَمَانِ السَّيْطَرةِ الكَامِلةِ عَلَيْهَا. فَقَدْ جَلَبَ "نابُوليُون بُونَابَارت" مَعَهُ في حَمْلتِه علَى مِصْرَ عَدَدًا مِنَ الرَسَّامِينَ الّذِينَ خَلَّدُوا انْتِصَارَاتِ الجَيْشِ الفِرَنْسِيِّ، وَدَوَّنُوا الكَثِيرَ مِنَ الـمَشَاهِدِ الشَّرْقِيَّةِ، ونَجَحُوا في دِرَاسَةِ الأَهَالِـي والحَيَاةِ العَرَبِيَّةِ. وَبَعْدَ أَنْ أحْكَمَتْ فِرَنْسَا قَبْضَتَهَا عَلَى الجَزَائِرِ، حَاوَلَتْ أنْ تُوَطِّنَ فِيهَا الكَثِيرَ مِنَ الفِرَنْسِيِّينَ. واسْتُعْمِلَ الرَّسْمُ في التَّرْوِيجِ لِـجَمَال هَذِهِ الـمُسْتَعْمَرَةِ والتَّشْوِيقِ لِسِحْرِهَا وَرَوْعَةِ العَيْشِ فِيهَا بِـمَا تَزْخَرُ بِهِ مِنْ سَـمَاءٍ صَافِيَةٍ وطَبِيعَةٍ غَرِيبَةٍ وشَـمْسٍ حَارَّةٍ وأَلْوَانٍ بَهِيَّةٍ دَافِئَةٍ. فَصَوَّرَ الرَّسَّامُونَ عَالَـمًا مِثَالِيًّا يَغْمُرُهُ السُّكُونُ والعُزْلَةُ، كأَنَّهُ جَنَّةُ أرْضِيَّةٌ».
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
نقطةٌ [1] على وُضوحِ الخـــطّ ونظافةِ الورقــــةِ
۞ عَـــمــلاً مُـوفَّــــــــــــــــقًا ۞


c الإصْــــــــــــلاحُ d
أستاذة العربـيّة
الفرض التّأليفيّ 2: دراسة النّصّ
معهد "قرطاج حــنّـبعل"
فوزيّة الشّـــطّي
۞ 3 اقتصاد 1 ۞
مارس 2015
التّلميذ(ة): ................................... الرّقم: ........ العدد: ...................../20
1-            حَلّلْ مكوّناتِ الرّسوم الكاريكاتوريّة الثّلاثة حسْبَ التّرتيب: ()
في الرّسم الأوّل يقف الطّفلُ- الرّمزُ "حنظلةُ" أمام قبر كُتب على شاهده «أنا أفكّر، إذنْ أنا موجود». فمنْ يُعمل العقلَ في بلادنا يُلغَى من الوجود قبل أن يُثمر فكرُه. العقلُ عندنا موؤودٌ، والمفكِّرُ منّا ممنوعٌ من النّشاط ومقيَّدٌ عن الإنتاج. وفي الرّسم الثّاني يدفعُ رجلٌ ضخم عنيف مُخيف الطّفلَ الفلسطينيَّ "حنظلة" بعصا غليظة إلى وِجهة مجهولة. وعُلّق على المشهد «كلُّ فلسطينيّ متَّهم حتّى تثبتَ إدانتُه»، وهذا تحريفٌ نقديّ ساخرٌ للمبدأ القانونيّ العالميّ «كلُّ متّهَم بريء حتّى تثبتَ إدانتُه». أمّا في الرّسم الثّالث يتخيّلُ "حنظلةُ" الدّيمقراطيّة الموعودة في أوطاننا العربيّة (وربّما في العالم أجمع) وهي محفوفة بالأشواك الّتي تَخِزُ مَنْ يلمسُها. أهذا لأنّ الطّريقَ إليها وَعرٌ شائكٌ؟! أمْ لأنّها خدعةٌ وقعت الجماهيرُ الحالمةُ في شِراكها الدّامي؟!  
2-            اُغتِيل ناجي العليّ بسببِ رُسومِه الكاريكاتوريّةِ النّقديّةِ. كيف تقرأُ هذه الجريمةَ؟ ()
أعتقدُ أنّ جريمةَ اغتيال ناجي العليّ المسجَّلةَ ضدّ "مجهول" تُثبتُ سطوةَ الرّسوم الكاريكاتوريّة وأثرَها الفعّال في نفسِ المشاهدِ العاديّ أو الـمُحلّلِ المتمكِّن أو "الضّحيّةِ" الّتي يستهدفُها الرّسمُ السّاخرُ سخريةً سوداء. ناجي العليّ نقدَ الجميعَ (الفلسطينيّين، العرب، النُّخبة، الغرب، الصّهاينة...) بحسٍّ فنّـيّ بليغ وبوعْيٍ سياسيّ عميق. فكانتْ تصفيتُه الغادرةُ إسْكاتا لِقلمه الجارح و"اعترافا" بسلطته كفنّان مُزعج مُخيف.
3-            ما الوظَائِفُ الّتي أدّاهَا التّعليقُ اللّغويُّ في الرّسومِ الكاريكاتوريّة الثّلاثةِ؟ ()
-       في الرّسم الأوّل كشفَ التّعليقُ اللّغويُّ هويّةَ المدفون: إنّه العقلُ العربيّ المفكِّرُ النّاقدُ الفعّالُ.
-       في الرّسم الثّاني بيّنَ التّعليقُ اللّغويّ هُويّةَ الضّحيّة الّتي يُدينُها الجميعُ دون وجْه حقٍّ: هُم الفلسطينيّون.
-       في الرّسم الثّالث وضّحَ التّعليقُ اللّغويُّ مضمونَ الفكرةِ- الحلمِ: الدّيمقراطيّة الشّائكة.
4-            قال نَاجِي العلِيّ مُتحدِّثا عن توقيعِه: «حَنْظَلَةُ سَيَسْتَمِرُّ بَعْدِي». ما رأيُك فِي قولِه؟ ()
صدقَ الرّسّامُ لأنّ حنظلةَ- الرّمزَ لا يموتُ بموت صاحبه. لقد أبْدعَه طفلا أبديّا لا يَكبرُ لا يَذبلُ لا يخترقُ الرّصاصُ جسدَه الـمنِيعَ. فهويّتُه الورقيّةُ تحميه من الاغتيال الّذي أحسَّ "أبوه الرّوحيُّ" بدُنُوّ أجله إليه. اِستمرّ حنظلةُ في الرّسوم الكاريكاتوريّة الخالدة وحتّى عندَ فنّانين آخرين استعارُوا هذا الطّفلَ من صاحبِه واستلهمُوا بعضا من رمزيّته. ليس حنظلةُ فقط مَن استمرّ بعدَ رحيل ناجي الإنسانِ. إنّ ناجي الفنّانَ ما انفكَّ حيّا يُرزَق ساخِرا ومُلهِما.
5-            أكْملِ الجملَ التّاليةَ حسْبَ المطلوبِ مع الشّكلِ التّامِّ: ()
-       (تَـمييزُ النّسبةِ): اِمْتَلَأَتْ قُلُوبُ اللاَّجِئِينَ فَزَعًا وَحَيْرَةً.
-       (بَدلُ الاشْتِمَالِ): أَدْهَشَنِـي الفَنَّانُ رَسْـمُهُ الكَارِيكَاتُورِيُّ.
-       (مفعولٌ لأجلِه): أنَا أُفَكِّرُ لِأَنِّي إِنْسَانٌ عَاقِلٌ نَاقِدٌ.
-       (بَدلُ المطابقةِ): أقَامَ الرّسَّامُ فِي الـمُخَيَّمِ اللُّبْنَانِـيِّ عَيْنِ الـحُلْوَةِ.
6-            حدِّد الوظائفَ النّحويّةَ لِـما سُطِّر في الجملِ التّالية: ()
-       حَنْظَلةُ طِفْلٌ رَمْزِيٌّ فِـي العَاشِرَةِ مِنْ عُمْرِهِ: تمييزُ المفردِ.
-       رَسَمَ نَاجِي العَلِيّ سَاخِرًا مِنَ الـجَمِيعِ: حالٌ.
-       يُدِيرُ حَنْظَلةُ ظَهْرَهُ لِلنَّاسِ غَضَبًا وَحُزْنًا: مفعولٌ لأجله.
-       جَلَبَ نابُوليُون بُونَابَارت مَعَهُ عَدِيدَ الرّسّامِينَ: بدلُ المطابقة.
7-            فَسِّرْ هذا النّصَّ في فقرةٍ مِن إثنَـيْ عَشَرَ [12] سطرا: ()
«كانَ الرّسْمُ مِنَ الأدَوَاتِ الفَعَّالَةِ الّتي سَاهَمَتْ في دِراسَةِ الشُّعُوبِ الـمُحْتَلَّةِ لِتَطْويرِ الـمَناهِجِ الاسْتِعْمَاريَّةِ الكَفِيلَةِ بِضَمَانِ السَّيْطَرةِ الكَامِلةِ عَلَيْهَا. فَقَدْ جَلَبَ "نابُوليُون بُونَابَارت" مَعَهُ في حَمْلتِه علَى مِصْرَ عَدَدًا مِنَ الرَسَّامِينَ الّذِينَ خَلَّدُوا انْتِصَارَاتِ الجَيْشِ الفِرَنْسِيِّ، وَدَوَّنُوا الكَثِيرَ مِنَ الـمَشَاهِدِ الشَّرْقِيَّةِ، ونَجَحُوا في دِرَاسَةِ الأَهَالِـي والحَيَاةِ العَرَبِيَّةِ. وَبَعْدَ أَنْ أحْكَمَتْ فِرَنْسَا قَبْضَتَهَا عَلَى الجَزَائِرِ، حَاوَلَتْ أنْ تُوَطِّنَ فِيهَا الكَثِيرَ مِنَ الفِرَنْسِيِّينَ. واسْتُعْمِلَ الرَّسْمُ في التَّرْوِيجِ لِـجَمَال هَذِهِ الـمُسْتَعْمَرَةِ والتَّشْوِيقِ لِسِحْرِهَا وَرَوْعَةِ العَيْشِ فِيهَا بِـمَا تَزْخَرُ بِهِ مِنْ سَـمَاءٍ صَافِيَةٍ وطَبِيعَةٍ غَرِيبَةٍ وشَـمْسٍ حَارَّةٍ وأَلْوَانٍ بَهِيَّةٍ دَافِئَةٍ. فَصَوَّرَ الرَّسَّامُونَ عَالَـمًا مِثَالِيًّا يَغْمُرُهُ السُّكُونُ والعُزْلَةُ، كأَنَّهُ جَنَّةُ أرْضِيَّةٌ».
| كانَ الرّسمُ، وما يزالُ، من الأدواتِ الفعّالةِ النّاجعة الّتي ساهمتْ بقدرٍ وفير في دراسةِ الشّعوب المحتلَّة المضطهَدة. كان ذلك لتطويرِ المناهج الاستعماريّة الكفيلةِ بضمان السّيطرة النّفسيّة الكاملة على هذه الشّعوب. فقد جَلب الغازي "نابليون بونابارت" معه في حملتِه التّاريخيّة على مصر (1798-1801) عددا هامّا من الرّسّامين الّذين خلّدُوا انتصاراتِ جيشه متناسينَ هزائمَه، ودوّنُوا الكثيرَ من المشاهد الشّرقيّة الّتي يجهلُها العالمُ الغربيّ، ونجحُوا في دراسة شخصيّة الأهالي ورصدِ مكوّنات الحياة العربيّة. كانَ ذلك من باب "اِعْرِفْ عَدُوَّكَ" لتُطبِقَ عليه بإحكامٍ. والدّليلُ التّاريخيّ الثّاني أنّ فرنسا بعد أن أحكمتْ قبضَها على الجزائر عبْرَ استعمارٍ استيطانيّ دَمويّ خَلّف أكثرَ من مليون شهيد (1830-1962)، حاولتْ أن تُوطِّنَ فيها عديدَ الفرنسيّين حرصا على التّأثير في السّكّان الأصليّين وأملا في التّخفيف من التّفوّق الدّيمغرافيّ العربيّ. واستُعمِلَ الرّسمُ في التّرويج لجمال هذه المستعمَرة (الولاية الفرنسيّة) الشّاسعة وفي تشويق الفرنسيّين المغامرين لسِحرها الاستثنائيّ ولروعة العيش فيها. فعرضتِ الرّسوماتُ "الإشهاريّةُ" ما تزخرُ به الجزائرُ من سماءٍ صافية مُشرقة ومن طبيعةٍ غريبة مُغرِية بالاكتشاف ومن شمسٍ حارّة أغلبَ فصول العام ومن ألوانٍ بهيّة دافئة متنوِّعة فيها الخُضرةُ والجبال والصّحراء والشّواطئ الرّمليّة... لقد صوّر رسّامُو السّلطة الفرنسيّة الاستعماريّة عالَما "جزائريّا" مثاليّا يغمرُه السّكونُ وتكتنفُه العزلةُ. فكأنّه جنّةٌ أرضيّة لا مثيلَ لها في الكون يحلمُ بشدّ الرّحال إليها كلُّ مُواطن طَمُوحٍ طُلَعَةٍ جريء. كانتْ تلك الرّسومُ، السّياسيّةُ الغايات، عامِلا هامّا في تشجيعِ الاستيطان الفرنسيّ وتثبيتِ أقدام المستعمر المستبدّ.
نقطةٌ [1] على وُضوحِ الخـــطّ ونظافةِ الورقــــةِ
۞ عَـــمــلاً مُـوفَّــــــــــــــــقًا ۞

هناك تعليقان (2):

abou nadhem يقول...

يا باهية دائما تتحفيننا بالطريف و المميز شكرا رغم اني من مدرسي الاعدادي

Faouzia Chatti فوزيّة الشّطّي يقول...

عفوا. ومرحبا بك.