إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

08 يناير 2015

شرح النّصّ: التّمهيدُ للمحور 2: (صورٌ ونصوصٌ)، 2014-2015


 أستاذة العربيّة  فوزيّة الشّطّي  التّمهيد للمحور 2: صورٌ ونصوصٌ 

 3 اقتصاد 1  معهد قرطاج حنّبعل  2014-2015 

1-       ما الصّورةُ؟

- الصّورةُ هي خطابٌ ذو تقنيات خصوصيّة يحقّق التّواصلَ الفنِّـيَّ المباشرَ بين الباثِّ (مُنتِجُ الصّورة) والـمُتقبّل (قارئُ الصّورة أو مُستهلكُها). وهي خطابٌ مفتوحٌ أمامَ جميعِ الأبصار يعتمدُ الإيحاءَ ولا يحتاج إتقانَ لغةٍ طبيعيّة مّا لإدراك محتواه إدراكًا متفاوِتَ الدّرجات. ولِكوْنِ الصّورة خطابًا فهي حاملٌ لِقيمةٍ معرفيّة مُكثّفة. وهي، على هذا الأساسِ، موضوعٌ لتَعدّدِ القراءات ولتَنوّعِ التّأويلات.

- الصّورةُ أنواعٌ عدّةٌ، منها: الفوتوغرافيّة [تُـحاولُ أن تُشْبِهَ الحقيقةَ]، الكاريكاتوريّة [تحمِلُ موقفا نقديّا ساخرا]، اللّوحةُ التّشكيليّةُ [تُرسَمُ باليد وفقَ مذاهبَ فنّيّةٍ متنوّعة]، الإشهاريّة [تُروّجُ لبضاعةٍ ما]، البُورترِيه [رسمُ الوجوه]...

- لصناعةِ المعنَى تعتمدُ الصّورةُ بلاغةً خاصّة أساسُها الألوانُ والأشكالُ والأبعاد. لذا نستطيعُ أن نختزلَ في لوحةٍ واحدةٍ ما يُعبَّر عنه في عشراتِ الصّفحات من الخطاب اللّغويّ. ثمّ إنّ الصّورةَ تخاطِبُ العقلَ وحاسّةَ البصر في الآنِ نفسِه. فتشحذُ بذلك الذّاكرةَ البصريّةَ بما يسهّلُ استيعابَ المعلومة وتخزينَها.

2-       منهجيّةُ تحليل الصّورة:

-   تعريفُ الصّورة في "بطاقة تقنيّة": المبدعُ، النّوعُ، العنوانُ، المقاسُ، التّاريخُ، المصدرُ، المذهبُ الفنّـيّ...

-   رصدُ مكوّناتِ الصّورة: الأشكالُ، الألوانُ، الموضوعاتُ، المشاهدُ، زاويةُ الرّؤية [مِن أعلى، مِن أسفل، مِن أمام، مِن خلف، مائلة...].

- ربطُ الصّورة بسياقِها الحضاريّ [الفترةُ التّاريخيّة، الأوضاعُ السّياسيّة، الخصائصُ الاجتماعيّة...].

-   إسنادُ التّأويلِ الدّلاليّ المناسب للصّورة.

-   التّعبيرُ عن الرّأي الشّخصيّ فيها.

3-       عصرُ الصّورة:

- يُوسَمُ عصرُنا بكونه "عصرَ الصّورة" بفضلِ انتشار وسائل الاتّصال المرئيّة الّتي تنقل كلَّ دقيقة ملايينَ الصّور بين شتّى الشّعوب في جميعِ الأصقاعِ.لذلك صِرنا نتحدّثُ عن "سُلطةِ الصّورة" لأنّها سلاحٌ رمزيٌّ مؤثّرٌ بعُمقٍ في توجيه الجماهير ومتحكِّمٌ في الكثير من ميولها ومواقفها. ويُـمثّلُ تكثيفُ اعتمادِ الصّورة في المجال السّياسيّ والحربيّ دليلا على الوعيِ بقدرتها الإبْلاغيّة المميَّزة وبخطورتِـها على الخصومِ والمنافسين والأعداء.

- تُقاسُ اليومَ درجةُ قوّةِ الحضارات بمدى استيعابها لثقافة الصّورة ومدى قدرتها على ترويضِ هذا السّلاح وعلى توظيفِه في خدمةِ مصالحها السّياسيّة والثّقافيّة والسّياحيّة وغيرها.

 عمَــلا موفّـــقا