إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

01 نوفمبر 2014

شرح النّصّ: التّمهيد للمحور 1: (الفكاهةُ والهزلُ في القصّ العربيّ القديم)، 2014-2015.




أستاذة العربـيّة
 الفُكاهَةُ والـهَزْلُ في القصِّ العَربِيّ القدِيم
معهد "قرطاج حنّبعل"
فوزيّة الشّـطّي
شرح النّصّ، التّمهيدُ للمحور 3 اِق 1
2014-2015

1-          الكتابةُ القَصصيّةُ:
هي إبداعٌ أدبيّ فيه: الشّخصيّاتُ الرّئيسيّة والثّانويّة + الأطرُ المكانيّةُ والزّمانيّة + البِنْيةُ الـحَدَثيّةُ المسترسِلة.
2-         أنواعُ القصِّ العربيّ القديم في المحور:
١- الـمَقامةُ: هي كتابةٌ قصَصِيّة ضمّ كتابُ "مقاماتُ بديع الزّمان الـهَمذانيّ" (51) مقامةً تستقلّ كلٌّ منها بمضامينها لكنْ تشتركُ في الكاتبِ والرّاوي والشّخصيّةِ الرّئيسة والأسلوبِ الأدبيّ. اِعتمَدتْ أسلوبا إيقاعيّا هو السَّجْعُ [اِشتراكُ فقرتيْن أو أكثرَ في الصّوت الأخير، الكتابُ المدرسيّ: ص26]. ينقلُ مغامراتها الرّاوِي-الشّخصيّةُ نفسُه: "عِيسَى بنُ هِشام"، ويلعبُ دورَ البطولةِ فيها غالبا المتسوّلُ الفصيحُ الدّاهيةُ: "أبُو الفتْحِ الإسْكَندريّ". وفيها تكثرُ المفاجآتُ والمفارقاتُ والمواقفُ السّاخرةُ الّتي لا يتوقّعُها أغلبُ القرّاء.
٢- النّادرةُ: هي قصّةٌ قصيرة مستقلّةٌ بذاتها. غالبا ما يكون بطلُها شخصيّةً مرِحةً، فصيحةَ اللّسانِ، سريعةَ البديهةِ، قويَّة الـحِجاجِ، مَرِنةَ الطّباع، حَسَنةَ الحيلةِ، تدّعِي ما ليس فيها من محامدِ الأخلاق، وتجتهدُ في التّستُّرِ على سوءاتها. من أشْهرِ شخصيّات النّوادر: أبو دُلامة، أشعبُ، جحا، بخلاء الجاحظ...
٣- الـخَبَرُ: هو نصٌّ قصصيّ قصير يغلُبُ عليه سردُ أقوالٍ وأحداثٍ حقيقيّة أدّتْـها شَخصيّاتٌ تاريخيّة معلومة. وكثيرا ما تحتوي الأخبارُ الأدبيّةُ على النّوادر والطّرائف والأحاديث البليغة. ويعتمدُ الخبرُ على راوٍ-وسيطٍ ينقله إلى عموم المتلقّين مُشافهةً أو كتابةً.
3-         أغراضُ الكتاباتِ الفُكاهيّة الهزليّة:
-      يُلبـّي القّصُ الفكاهيُّ الـهَزْليُّ حاجةَ الإنسان إلى المرحِ والضّحكِ كيْ يجدّدَ طاقتَه الذّهنيّة والنّفسيّة وكيْ يُخفّفَ من حِدّة التّوتُّر الّذي يعانيه في المجالات الحياتيّة المختلفة.
-      يُظهرُ هذا النّوعُ من القصِّ الأدبيّ أنّ الـجِدَّ والهزْلَ متكامِلان في الكتابةِ كما في الحياةِ. فهما وجهانِ متآلِفان  للإنسانِ، إذا هيمنَ أحدُهما على الآخر اختلّ التّوازنُ: الإفراطُ في الـجِدِّ يُرهِقُ النّفسَ ويُضعِفُ مَناعتَها، والانخراطُ المزمِنُ في الهزلِ يؤدّي إلى العَبَثِ غيرِ الـمُجْدِي.
-      في القصِّ الفكاهيِّ الهزليِّ نزعةٌ نقديّة تكشفُ مواطنَ الخلل في البُنَـى الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسّياسيّة والأخلاقيّة... وترومَ إصلاحَ ما تيسّر من كلّ ذلك بالدُّعابةِ [خفيفةٌ رقيقةٌ مسليّة] أو بالتَّهَكُّم [حادٌّ دون قَسْوة] أو بالسّخرية [قاسِيةٌ لاذِعةٌ جارِحة].
♪♠ عَـــــــــــــــــملا مُـــــــــــــوفَّــــــــــقا ♠♪