إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

08 يناير 2015

شرح النّصّ: التّمهيدُ للمحور 2: (صورٌ ونصوصٌ)، 2014-2015


 أستاذة العربيّة  فوزيّة الشّطّي  التّمهيد للمحور 2: صورٌ ونصوصٌ 

 3 اقتصاد 1  معهد قرطاج حنّبعل  2014-2015 

1-       ما الصّورةُ؟

- الصّورةُ هي خطابٌ ذو تقنيات خصوصيّة يحقّق التّواصلَ الفنِّـيَّ المباشرَ بين الباثِّ (مُنتِجُ الصّورة) والـمُتقبّل (قارئُ الصّورة أو مُستهلكُها). وهي خطابٌ مفتوحٌ أمامَ جميعِ الأبصار يعتمدُ الإيحاءَ ولا يحتاج إتقانَ لغةٍ طبيعيّة مّا لإدراك محتواه إدراكًا متفاوِتَ الدّرجات. ولِكوْنِ الصّورة خطابًا فهي حاملٌ لِقيمةٍ معرفيّة مُكثّفة. وهي، على هذا الأساسِ، موضوعٌ لتَعدّدِ القراءات ولتَنوّعِ التّأويلات.

- الصّورةُ أنواعٌ عدّةٌ، منها: الفوتوغرافيّة [تُـحاولُ أن تُشْبِهَ الحقيقةَ]، الكاريكاتوريّة [تحمِلُ موقفا نقديّا ساخرا]، اللّوحةُ التّشكيليّةُ [تُرسَمُ باليد وفقَ مذاهبَ فنّيّةٍ متنوّعة]، الإشهاريّة [تُروّجُ لبضاعةٍ ما]، البُورترِيه [رسمُ الوجوه]...

- لصناعةِ المعنَى تعتمدُ الصّورةُ بلاغةً خاصّة أساسُها الألوانُ والأشكالُ والأبعاد. لذا نستطيعُ أن نختزلَ في لوحةٍ واحدةٍ ما يُعبَّر عنه في عشراتِ الصّفحات من الخطاب اللّغويّ. ثمّ إنّ الصّورةَ تخاطِبُ العقلَ وحاسّةَ البصر في الآنِ نفسِه. فتشحذُ بذلك الذّاكرةَ البصريّةَ بما يسهّلُ استيعابَ المعلومة وتخزينَها.

2-       منهجيّةُ تحليل الصّورة:

-   تعريفُ الصّورة في "بطاقة تقنيّة": المبدعُ، النّوعُ، العنوانُ، المقاسُ، التّاريخُ، المصدرُ، المذهبُ الفنّـيّ...

-   رصدُ مكوّناتِ الصّورة: الأشكالُ، الألوانُ، الموضوعاتُ، المشاهدُ، زاويةُ الرّؤية [مِن أعلى، مِن أسفل، مِن أمام، مِن خلف، مائلة...].

- ربطُ الصّورة بسياقِها الحضاريّ [الفترةُ التّاريخيّة، الأوضاعُ السّياسيّة، الخصائصُ الاجتماعيّة...].

-   إسنادُ التّأويلِ الدّلاليّ المناسب للصّورة.

-   التّعبيرُ عن الرّأي الشّخصيّ فيها.

3-       عصرُ الصّورة:

- يُوسَمُ عصرُنا بكونه "عصرَ الصّورة" بفضلِ انتشار وسائل الاتّصال المرئيّة الّتي تنقل كلَّ دقيقة ملايينَ الصّور بين شتّى الشّعوب في جميعِ الأصقاعِ.لذلك صِرنا نتحدّثُ عن "سُلطةِ الصّورة" لأنّها سلاحٌ رمزيٌّ مؤثّرٌ بعُمقٍ في توجيه الجماهير ومتحكِّمٌ في الكثير من ميولها ومواقفها. ويُـمثّلُ تكثيفُ اعتمادِ الصّورة في المجال السّياسيّ والحربيّ دليلا على الوعيِ بقدرتها الإبْلاغيّة المميَّزة وبخطورتِـها على الخصومِ والمنافسين والأعداء.

- تُقاسُ اليومَ درجةُ قوّةِ الحضارات بمدى استيعابها لثقافة الصّورة ومدى قدرتها على ترويضِ هذا السّلاح وعلى توظيفِه في خدمةِ مصالحها السّياسيّة والثّقافيّة والسّياحيّة وغيرها.

 عمَــلا موفّـــقا 


30 ديسمبر 2014

الفرض العاديّ 1: ( دراسة النّصّ)، نصّ: (البخلاء، الجاحظ)، الإصلاح، 2014-2015


أستاذة العربـيّة
الفرض العاديّ 1 في دراسة النّصّ
معهد "قرطاج حــنّـبعل"
فوزيّة الشّـــطّي
 3 اقتصاد : 1 
2014.11.20
التّلميذ (ة): ....................................................
    النّــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــصّ:
كَانَ أبُو هُذَيْلٍ أهْدَى إِلَى مُوَيْسٍ دَجَاجَةً. وكانتْ دَجَاجَتُهُ تِلْكَ دُونَ مَا كَانَ يُتَّخَذُ لِمُوَيْس. وَلَكِنَّهُ بِكَرَمِهِ وَبِـحُسْنِ خُلُقِهِ أظْهَرَ التَّعَجُّبَ مِنْ سِـمَنِهَا وَطِيبِ لَـحْمِهَا، إذْ كَانَ أبُو هُذَيْلٍ يُعْرَفُ بِـــــالإِمْسَاكِ الشَّدِيدِ. فَقَالَ البَخِيلُ: «وَكَيْفَ رَأَيْتَ، يَا أَبَا عِمْرَان، تِلْكَ الدَّجَاجَةَ؟». قَالَ: «كَانَتْ عَجَبًا مِنَ العَجَبِ». فَيَقُولُ: «وَتَدْرِي جِنْسَهَا؟ وَتَدْرِي سِنَّهَا؟ فَإِنَّ الدَّجَاجَةَ إِنَّـمَا تَطِيبُ بِالجِنْسِ وَالسِّنِّ. وَتَدْرِي بِأَيِّ شَيْءٍ كُنَّا نُسَمِّنُهَا وَفِـي أيِّ مَكَانٍ كُنَّا نُعَلِّفُهَا؟». [فَلاَ يَزَالُ فِـي هَذَا، وَالآخَرُ يَضْحَكُ ضَحِكًا نَعْرِفُهُ نَحْنُ وَلاَ يَعْرِفُهُ أبُو هُذَيْلٍ].   
وَكَانَ أبُو هُذَيْلٍ أَسْلَمَ النَّاسِ صَدْرًا وَأَوْسَعَهُمْ خُلُقًا. فَإِنْ ذَكَرُوا دَجَاجَةً قَالَ: «أَيْنَ كَانَتْ، يَا أَبَا عِمْرَان، مِنَ تِلْكَ الدَّجَاجَةِ؟!». فَإنْ ذَكَرُوا بَطَّةً أَوْ عَنَاقًا أوْ جَزُورًا أوْ بَقَرَةً، قَالَ: «فَأَيْنَ كَانَتْ هَذِهِ الـجَزُورُ فِي الـجُزُرِ مِنْ تِلْكَ الدَّجَاجَةِ فِي الدَّجَاجِ؟!». وَإِنِ اسْتَسْمَنَ أبُو هُذَيْل شَيْئا مِنَ الطَّيْرِ وَالبَهَائِمِ قَالَ: «لاَ وَاللَّهِ، وَلاَ تِلْكَ الدَّجَاجَةُ». وإنْ ذَكَرُوا عُذُوبَةَ الشَّحْمِ قَالَ: «عُذُوبَةُ الشَّحْمِ فِي البَقَرِ وَالبَطِّ وَالدَّجَاجِ، وَلاَ سِيَّمَا ذَلِكَ الجِنْسُ مِنَ الدَّجَاجِ». وَإنْ ذَكَرُوا مِيلاَدَ شَيْءٍ أوْ قُدُومَ إِنْسَانٍ قَالَ: «كَانَ ذَلِكَ بَعْدَ أنْ أَهْدَيْتُهَا لَكَ بِسَنَةٍ، وَمَا كَانَ بَيْنَ قُدُومِ فُلاَنٍ وَبَيْنَ البِعْثَةِ بِتِلْكَ الدَّجَاجَةِ إلاَّ يَوْمٌ»... فَكَانَتِ الدَّجَاجَةُ مَثَلاً فِي كُلِّ شَيْءٍ وَتَارِيـخًا لِكُلِّ شَيْءٍ.
وَأقْبَلَ أبُو هُذَيْلٍ مَرَّةً عَلَى مُـحَمَّدٍ بنِ الـجَهْمِ، وَأنَا وأصْحَابُنَا عِنْدَهُ. فَقَالَ: «إنِّـي رَجُلٌ مُنْخَرِقُ الكَفَّيْنِ. وَيَدِي هَذِهِ صَنَاعٌ في الكَسْبِ. ولَكِنَّهَا فِي الإِنْفَاقِ خَرْقَاءُ. كَمْ تَظُنُّ مِنْ مِئَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ قَسَمْتُهَا عَلَى الإِخْوَانِ فِي مَـجْلِسٍ؟ أبُو عُثْمَان يَعْلَمُ ذَلِكَ». فَقُلْتُ: «يَا أبَا هُذَيْل، مَا نَشُكُّ فِيمَا تَقُولُ». فَلَمْ يَرْضَ بِإحْضَارِي هَذَا الكَلاَمَ حَتَّى اسْتَشْهَدَنِـي، ولَـمْ يَرْضَ بِاسْتَشْهَادِي حتَّى اسْتَحْلَفَنِـي.
أبو عثمان الجاحظ، البخلاءُ، صص: 151-152، دار المعارف، سوسة، 1989، (بتصرّف).
- الإِمْسَاكُ: الشُّحُّ، البُخْلُ، التّقْتِيرُ ... أَبَو عِمْرَان: كُنيةُ مُوَيْس.
- الجَزُورُ: ما يُـجْزَرُ، أيْ يُذبَحُ، منَ النُّوقِ أو الغَنَمِ ... - العَنَاقُ: الأُنْثَى مِنْ أوْلاَدِ الـمَعْزِ قَبْلَ اسْتِكْمَالِـها السَّنةَ.
- مُنْخَرِقُ الكَفَّيْنِ: انْخَرَقَ الثّوبُ: تَـمَزَّقَ. والمقصُودُ أنّه كَثِيرُ التَّبْذِيرِ لا يَحْفظُ مِنَ مَالِه شَيْئا.
- يَدٌ صَنَاعٌ: حاذِقَةٌ مَاهِرَةٌ في كُلِّ صَنْعَةٍ ... - خَرْقَاءُ: حَمْقَاءُ، جَاهِلَةٌ، ضَعِيفَةُ الرَّأْيِ.
- اِسْتَشْهَدَنِـي: طلَبَ مِنِّي الإدلاءَ بِشَهادَتِي ... - اِسْتَحْلَفَنِـي: طَلَبَ مِنِّي أنْ أَحْلِفَ أيْ أُقْسِمَ.


أستاذة العربـيّة
الفرض العاديّ1 في دراسة النّصّ
معهد "قرطاج حــنّـبعل"
فوزيّة الشّـــطّي
3 اقتصاد : 1
2014.11.20
التّلميذ (ة): ................................... الرّقم: .......
..................../20

1-     قسِّمِ النّصَّ حسْب معيار محدَّد: (1ن)
..........................................................................................................
..........................................................................................................
2-    ما الدّلِيلُ على أنّ "أبا عُثمان الجاحظ" هو كاتبٌ - راوٍ - شَخْصيّة؟ (1ن)
..............................................................................................................
..............................................................................................................
3-     يَـجْتهدُ البَخيلُ في نَفْيِ تُهمَةِ الشُّحِّ عنه وفي ادِّعَاءِ الكَرَمِ كَذِبا. بَيِّنْ ذلك: (2ن)
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
4-     اِشْرَحْ ما وُضِعَ بين مُعقَّفيْن في السّطرِ الخامسِ من النّصّ: (1ن)
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
5-    تَـمِيلُ أغْلبُ الـمُجْتمَعاتِ إلى تَهْمِيشِ البُخَلاءِ واعْتِبَارِهِمْ خَارِجِينَ عنِ القِيَمِ الجماعيّة. ما رأيُك؟ (2ن)
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
6-     حَدّدْ أنماطَ الجمَلِ التّالية: (2ن)
-       وَكَيْفَ رَأَيْتَ، تِلْكَ الدَّجَاجَةَ؟. .......................................................... (0.5)
-       كَانَ أبُو هُذَيْلٍ أَسْلَمَ النَّاسِ صَدْرًا. ...................................................... (0.5)
-      مَا نَشُكُّ فِيمَا تَقُولُ. ..................................................... (0.5)
-       أَجْمِلْ بِهَا مِنْ دَجَاجَةٍ خَارِقَةٍ!. ............................................ (0.5)
7-  صُغْ خِطابا مباشِرا للبخيلِ أبِي هُذَيْل فيه الأمرُ والنّهيُ والتّعجّبُ والاستفهامُ، مع الشّكْلِ التّامّ: (3ن)
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
............................................................................................................
8 «مَتَى تَرَاكَمَتِ الهُمُومُ والأحْزَانُ نَبْحَثُ عَنْ جُحَا، جُحَا الضّاحِكِ السّاخِرِ الوَاعِظِ الذّكِيِّ الأحْمَقِ النّبِيهِ الـمُتَغَافِلِ حَلاّلِ الـمَشَاكِلِ. كَانَ جُحَا مَلْجَأَ الـمُتْعَبِينَ وَمَأْوَى الـمُطَارَدِينَ وَعَزَاءَ اليَائِسِينَ. إنّهُ جُحَا الرَّمْزُ المعرُوفُ عِنْدَ عَامَّةِ النَّاسِ فِي كَافَّةِ العُصُورِ، ذاكَ الّذِي تَخْتَفِي وَرَاءَهُ جَمِيعُ الشّخْصِيَّاتِ الضّاحِكَةِ.»: نديم كامل.
فَسِّرْ هذا النّصَّ في فقرةٍ لا تَتَجاوزُ إثنَـيْ عَشَرَ [12] سطرا. (7ن)
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................
..............................................................................................................

نقطة [1] على وضوحِ الخطّ ونظافةِ الورقة
عَـــملاً مُـوفَّـــــــــــــقًا

الإصْـــــــــــلاَح

أستاذة العربـيّة
الفرض العاديّ 1 في دراسة النّصّ
معهد "قرطاج حــنّـبعل"
فوزيّة الشّـــطّي
3 اقتصاد : 1
2014.11.20
التّلميذ (ة): ................................... الرّقم: .......
.................../20

1-       قسِّمِ النّصَّ حسْب معيار محدَّد: (1ن)
أ‌-               البداية لكلّ شيء: إهداءُ الدّجاجة.
ب‌-         البقيّة: اِدّعاءُ الإسراف.
2-      ما الدّلِيلُ على أنّ "أبا عُثمان الجاحظ" هو كاتبٌ - راوٍ - شَخْصيّة؟ (1ن)
أبو عثمان الجاحظ هو الكاتبُ لأنّ النّصّ في أسفلهِ يحمل اسمَه وعنوانَ كتابه (البخلاءُ). وهو أيضا الرّاوي الشّخصيّةُ لوجودِ ضمير المتكلّم المفرد الّذي يسردُ أحداثا عايشَها وشاركَ في صُنعها.
3-     يَـجْتهدُ البَخيلُ في نَفْيِ تُهمَةِ الشُّحِّ عنه وفي ادِّعَاءِ الكَرَمِ كَذِبا. بَيِّنْ ذلك: (2ن)
يجتهدُ البخيلُ اجتهادا دائبا في نفْي تهمة الشّحّ عنه وفي ادّعاء الكرم كذبا. فهو لا يكفُّ عن التّذكيرِ بهديّة هزيلة كان منحَها مرّةً يتيمةً إلى أحدِ الأشراف. ثمّ إنّه يدّعِي كاذِبا أنّه يُسرفُ المالَ الغزيرَ على أصحابِه في جلساتِ المرح والمتعة والأكل والشّرب. يفعلُ البخيلُ ذلك لكونِه يشعرُ بأنّه منبوذ وسط مجتمعٍ يكره الشّحَّ ويُدين "أهلَ الجمْع والمنع".
4-      اِشْرَحْ ما وُضِعَ بين مُعقَّفيْن في السّطرِ الخامسِ من النّصّ: (1ن)
بَيّنتْ هذه الجملُ أنّ البخيلَ لا يفهمُ سرَّ ضحكِ النّاس من شُحِّه ومن ادّعائِه الجودَ كذِبا. ولذا كان مُويس يسخرُ منه بلباقةٍ وكِياسة. لَكنّ أبا هُذيل لم يستطعْ أن يَستوعبَ الأمرَ، إنّما ظنَّه حُسْنَ معاملةٍ وسَعادةً حَقيقيّةً بالهديّةِ الممْنُوحةِ مِن أمدٍ بعيد. لقد صَدّقَ البَخيلُ أنّه كريمٌ مِعْطاءٌ، وآمَنَ بتَصديقِ النّاسِ لهذه "الكِذْبةِ".
5-     تَـمِيلُ أغْلبُ الـمُجْتمَعاتِ إلى تَهْمِيشِ البُخَلاءِ واعْتِبَارِهِمْ خَارِجِينَ عنِ القِيَمِ الجماعيّة. ما رأيُك؟ (2ن)
  [ملاحظة: في سؤال الرّأي يحقّ للتّلميذ أن يتبنّى ما يشاءُ من المواقف. وعند الإصلاحِ يُفضَّل تحريرُ موقفيْن متعارضيْن]
أ‌-     أرى أنّ مِن حقِّ المجتمعاتِ أنْ تَعْمدَ إلى تَهْمِيشِ البُخَلاءِ وإلى اعْتِبَارِهِمْ خَارِجِينَ عنِ القِيَمِ الجماعيّةِ. فالبُخلاءُ يجمعُون المالَ لِيعْبدُوهُ لا لِيُصرّفُوا به شُؤونَهم. ثمّ إنّ سُلوكَهمْ مَرَضِـيٌّ يَتنافَى مع قِيمِ العيْشِ المشْترَكِ ومع حَاجةِ النّاسِ إلى التّضامُنِ الإنْسانـيّ فِيمَا بينَهمْ في السّرّاء كما الضّرّاء.  
ب‌-  لا يَـحِقُّ للمجتمعَاتِ أنْ تَتعمّدَ تَهْمِيشَ البُخَلاءِ واعْتِبَارَهِمْ خَارِجِينَ عنِ القِيَمِ الـجَماعيّة. فهذا الإقْصاءُ اعتداءٌ على حرّيّة الفردِ في أنْ يكون كما يُريدُ ما دامَ لا يُسيءُ إلى أحدٍ ولا يَعتدِي على أيٍّ كان. ثمّ إنّ البخلاءَ يَتصرّفون في أموالهم الخاصّة ولا يَسرقون مَتاعَ غيرهم. فبأيِّ حقٍّ نُلزِمُهم بالإنْفاقِ أو بالعَطاءِ أو بالتّبذيرِ؟!
6-      حَدّدْ أنماطَ الجمَلِ التّالية: (2ن)
-       وَكَيْفَ رَأَيْتَ، تِلْكَ الدَّجَاجَةَ؟. جملةٌ استفهاميّة (0.5)
-       كَانَ أبُو هُذَيْلٍ أَسْلَمَ النَّاسِ صَدْرًا. جملةٌ تقريريّة مُثْبتَة (0.5)
-      مَا نَشُكُّ فِيمَا تَقُولُ. جملةٌ تقريريّة مَنفِيّة (0.5)
-       أَجْمِلْ بِهَا مِنْ دَجَاجَةٍ خَارِقَةٍ!. جملةُ تعجُّبٍ (0.5)
7-     صُغْ خِطابا مباشِرا للبخيلِ أبِي هُذَيْل فيه الأمرُ والنّهيُ والتّعجّبُ والاستفهامُ، مع الشّكْلِ التّامّ: (3ن)
أيُّهَا البَخِيلُ، إنِّـي أَعْجَبُ مِنْ عِشْقِكَ لِلْمَالِ. فَكَيْفَ تَسْتَطِيعُ أنْ تَحْرِمَ نَفْسَكَ مِنْ مَلَذَّاتِ الْـحَيَاةِ وَأنْتَ تُكَدِّسُ الدَّرَاهِمَ فِي بَيْتِكَ تَكْدِيسًا؟! ألاَ يَـحُزُّ فِي نَفْسِكَ أنْ تَرَى الفُقَرَاءَ الـجِيَاعَ يَتَسَوَّلُونَ القُوتَ وَالـحَالُ أنَّكَ قَادِرٌ عَلَى إطْعَامِهِمْ جَمِيعًا؟! لاَ تَسْعَدْ، أيُّهَا الشَّحِيحُ الـمُقَتِّرُ، بِـجَمْعِ الـمَتَاعِ الفَانِـي. إنَّمَا عِشْ حَيَاتَكَ عَلَى قَدْرِ اسْتِطَاعَتِكَ. إنَّكَ رَاحِلٌ يَوْمًا مَّا بِلاَ رِجْعَةٍ. فَقُلْ لِي: لِـمَنْ تَجْمَعُ غَزِيرَ الأمْوَالِ؟! وَبِـمَ سَتُفِيدُكَ أكْدَاسُ الدّرَاهِمِ حِينَ يَلُفُّكَ الـمَوْتُ بِرِدَائِه الـحَالِكِ؟!
8-  «مَتَى تَرَاكَمَتِ الهُمُومُ والأحْزَانُ نَبْحَثُ عَنْ جُحَا، جُحَا الضّاحِكِ السّاخِرِ الوَاعِظِ الذّكِيِّ الأحْمَقِ النّبِيهِ الـمُتَغَافِلِ حَلاّلِ الـمَشَاكِلِ. كَانَ جُحَا مَلْجَأَ الـمُتْعَبِينَ وَمَأْوَى الـمُطَارَدِينَ وَعَزَاءَ اليَائِسِينَ. إنّهُ جُحَا الرَّمْزُ المعرُوفُ عِنْدَ عَامَّةِ النَّاسِ فِي كَافَّةِ العُصُورِ، ذاكَ الّذِي تَخْتَفِي وَرَاءَهُ جَمِيعُ الشّخْصِيَّاتِ الضّاحِكَةِ.»: نديم كامل.
فَسِّرْ هذا النّصَّ في فقرةٍ لا تَتَجاوزُ إثنَـيْ عَشَرَ [12] سطرا. (7ن)
متَى تراكَمتِ الهمومُ والأحزانُ نَجدُ أنفسَنا نبْحثُ عن جُحَا بحثا حثِيثا متواصِلا لا يعرفُ اليأسَ. إنّه جُحَا الضّاحكُ من نفسِه ومن الآخرينَ، جُحَا السّاخرُ في الأفراحِ كما الأتراحِ، جُحَا الواعظُ النّصوحُ، جُحَا الذّكيُّ الفطِنُ، جُحَا الأحمقُ الغافلُ عمّا حولَه من أخطارٍ ومِـحَنٍ، جُحَا النّبيهُ السّريعُ البديهةِ، جُحَا المتغافِلُ حيلةً ومُراوَغةً، جُحَا حَلاّلُ المشاكلِ الّذي يخرجُ من كلِّ ورطةٍ سليمًا مُعافًى. كان جُحَا، وما يزالُ، ملجأَ الـمُتعَبين الّذين كدّتْهم الحياةُ الدّنيا ومأوَى الـمُطارَدين الهاربين من قانون ظالِـمٍ أو عدوٍّ باطِشٍ وعزاءَ اليائِسين الفاقِدين الأملَ في وُجودٍ أجملَ. إنّه جُحَا الرّمزُ الـمَعروفُ عند عامّةِ النّاسِ وخاصّتِهم في كافّةِ العصورِ قديـمِها وحديثِها. هوَ جُحَا الّذي تختفِي وراءَهُ جميعُ الشّخصيّاتِ السّاخرةِ الضّاحكةِ الـمُسلّيةِ الّتي تَشْفِينَا من ثقيلِ الهمومِ كلّما انتزعتْ منّا ابتسامةً حقيقيّة والّتي تَـجْلُو عنّا الأحزانَ كلّما دفعتْنا دفعا إلى قَهْقهةٍ مُـجَلْجِلةٍ كأنّها الانفجارُ. جُحَا إذنْ هو الصّديقُ الصّدُوقُ والـخِلُّ الوَدودُ لكلّ نفسٍ رقيقةٍ شقيّةٍ بفرْطِ رِقّتِها.
نقطة [1] على وضوحِ الخطّ ونظافةِ الورقة

عَـــملاً مُـوفَّـــــــــــــقًا